المبعوث الأممي في صنعاء..استجابة لشروط الحوثيين ومساومة على الحديدة

تقارير| المراسل نت:

تجاوب المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ مع شروط الحوثيين فور وصوله اليوم للعاصمة صنعاء، في محاولة لتغيير موقفهم برفض اللقاء به، لكنه في ذات الوقت عزز مخاوفهم من أنه جاء لمساومتهم على الحديدة.

قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن اليوم الاثنين (22 مايو أيار) إنه يريد منع أي هجوم على ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون على البحر الأحمر ودعا كذلك إلى الحفاظ على استقلال البنك كي يتسنى له دفع رواتب الموظفين من طرفي الصراع.

وقال ولد الشيخ للصحفيين، بينهم مراسل موقع المراسل نت، لدى وصوله إلى مطار صنعاء، أنه جاء إلى صنعاء يحمل ثلاث قضايا رئيسية الأولى هي تجنّب حدوث عملية عسكرية على الحديدة.

تعليقاً على ذلك، قال مصدر سياسي بصنعاء لـ المراسل نت، أن ولد الشيخ يعرف أن الهجوم على الحديدة هو قرار بيد التحالف وليس صنعاء، ومجيئه بهذه المهمة تعني أنه يريد أن يساوم الطرف السياسي في صنعاء على الحديدة.

وكان رئيس المجلس الحاكم صالح الصماد في خطاب متلفز أمس قال أن ولد الشيخ لا يحمل جديداً سوى ما يمليه عليه التحالف وأن زيارته تأتي قبل إحاطته لمجلس الأمن ويريد من ذلك الإيحاء باستمرار جهوده، مضيفاً أن ولد الشيخ يحمل رسالة بتسليم الحديدة للتحالف السعودي أو “دول العدوان” كما وصفها.

ولد الشيخ في تصريحاته بمطار صنعاء، جدد موقف الأمم المتحدة التي يمثلّها، الرافض لأي عمل عسكري ضد الحديدة التي تضم ميناءً يزوّد اليمن بأكثر من 70% من احتياجاتها.

وقال ولد الشيخ: “أنتم تعلمون موقف الأمم المتحدة واضح تجاه القضية وأشرنا إليه أننا لا نريد أن تكون هناك عملية عسكرية في الحديدة لأن لها تداعيات إنسانية. ويمكن أن تكون هناك ضحايا مدنية كثيرة ونريد أن نتجنبها. ولازم أن نجد حل بين الأطراف يتجنب هذه العملية”.

المهمة الثانية والثالثة التي حملها ولد الشيخ إلى صنعاء تستجيب بشكل مباشر لشرط الحوثيين، حيث قال ولد الشيخ: “القضية الثانية التي نركز عليها في هذه الزيارة هي القضية الإنسانية. أنتم تعلمون أن حالات الكوليرا اليوم زادت على 25 ألف حالة وهناك في أقل من أسبوعين عدد كثير من القتلى”.

وأضاف ولد الشيخ أحمد “والنقطة الثالثة والأساسية هي القضية الاقتصادية التي تتعلق بالرواتب والتي تتعلق بحل قضية البنك المركزي”.

وأكد المبعوث الأممي على “وجوب أن يبقى البنك المركزي اليمني مستقل وأن يبقى ملك جميع اليمنيين وأن الرواتب تصل إلى جميع اليمنيين” مضيفاً أن “هذا هو الهدف من هذه الزيارة”.

كما قال ولد الشيخ للصحفيين “من خلالكم أنتم الصحافة ومن خلال هذه الزيارة أريد أن أوجه رسالة للشعب اليمني أننا نحن في الأمم المتحدة سنبقى حياديين. موقفنا هو أن نوصل السلام إلى الشعب اليمني”.

 

الحوثيون: المرتبات أو المقاطعة

وفد الحوثيين أعلن رفض اللقاء بالمبعوث الأممي بناء على توجيه زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي الذي وجه بعدم مقابلة ولد الشيخ قبل حل مشكلة مرتبات موظفي الدولة ورفع الحظر عن مطار صنعاء.

الناطق باسم الجماعة ورئيس وفدها المفاوض  محمد عبدالسلام، قال في منشور رصده المراسل نت في صفحته بموقع الفيسبوك متهما الأمم المتحدة بالتغطية على ما وصفه “جرائم العدوان العسكرية والاقتصادية والإنسانية  وعدم الإيفاء بوعودها القاطعة فيما يخص بدفع الرواتب للموظفين والتي قطعت وعودا متكررة بذلك”.

 

كما اتهم الأمم المتحدة بالعجز عن فتح “مطار صنعاء الدولي وإعادة آلاف الجرحى والعالقين لأكثر من عام خارج الوطن”  معتبراً “أن استمرار اللقاءات مع الامم المتحدة باتت جزء من العبث طالما وهي عاجزة عن فعل اَي شيء حتى تفيء بتعهداتها الانسانية والأخلاقية او تعلن موقفا صريحا تحمل فيه المعتدي المسؤولية الكاملة تجاه ما فعله وما زال بحق أبناء الشعب اليمني” بحسب قوله .

وعبر ناطق الحوثيين عن حرصهم “على السلام وإيجاد حلول كاملة وشاملة هو خيارنا الثابت والدائم ولكن تجربتنا الطويلة مع الامم المتحدة أثبتت أنها غير قادرة على فعل شيء وإنما تتحرك اذا رغبت قوى العدوان منها التحرك كلما زاد الضغط الشعبي الدولي والاقليمي عليهم لإيهام العالم ان ثمة عملية تفاوض سياسية قائمة” بحسب قوله.

وأضاف “كلما تجاوبنا مع خارطة او مشروع تقدمه الامم المتحدة تتراجع قوى العدوان عن الوفاء بأي التزام وإزاء ذلك تصمت الامم المتحدة ولا تحرك ساكنا وإنما تنتظر جولة جديدة او مسار عسكري لعله يفرض على الشعب اليمني ان يرفع راية الاستسلام خاصة وقد تواطأت بشكل كبير في تسهيل الحصار الاقتصادي ونقل البنك المركزي وغيرها من الممارسات المعروفة للجميع” بحسب تعبيره .

وتوقفت مرتبات موظفي الدولة منذ سبتمبر الماضي، عندما قام الرئيس عبدربه منصور هادي بإصدار قرار بنقل مقر البنك المركزي بصنعاء إلى عدن، وخلال الأشهر الماضية تمكنت حكومة صنعاء من توفير نسب مختلفة من المرتبات، لكن المسؤولية عن صرفها ما تزال على عاتق حكومة هادي، وفقا لتعهداتها وتقارير الأمم المتحدة.

 

 

إعلام صنعاء يتجاهل

تجاهل الإعلام الرسمي لحكومة صنعاء وطرفي المفاوضات (الحوثيون والمؤتمر) خبر وصول المبعوث الدولي الخاص إسماعيل ولد الشيخ إلى العاصمة صنعاء، وسط مطالبات للأخير كممثل للأمم المتحدة بحل مشكلة مرتبات موظفي الدولة ورفع الحظر عن مطار صنعاء.

ووصل ولد الشيخ صباح اليوم الاثنين إلى مطار صنعاء، للقاء وفدي الحوثيين والمؤتمر، غير أن جماعة الحوثي استبقت وصوله بساعات وأعلنت رفض مقابلته قبل تنفيذ تلك المطالب.

 

ولم تنشر أي من المواقع والقنوات الرسمية لحكومة صنعاء وحزب المؤتمر وجماعة الحوثي أي خبر عن وصول ولد الشيخ، وسط غموض يحيط بموقف حزب المؤتمر برئاسة علي عبدالله صالح، حيث نقلت مصادر مقربة من الأخير ترحيبه بالمبعوث الأممي لكن شيئاً رسمياً لم ينسب إليه.

ومع وصول ولد الشيخ لمطار صنعاء تجمهر عدد من المتظاهرين الغاضبين من أدائه وقام عناصر الأمن بتفريقهم عبر إطلاق النار في الهواء بحسب مصدر أمني صرح للفضائية اليمنية.

هذه الواقعة فتحت شهية الطرف الآخر وإعلامه، حيث تطور الأمر بالنسبة لحكومة عبدربه منصور هادي لتصف الأمر بمحاولة اغتيال للمبعوث الأممي وإدانة ذلك.

مصدر في مكتب ولد الشيخ أجاب على اتصال أجراه المراسل نت للاستفسار بشأن الواقعة، وأكد أن المبعوث الدولي لديه علم بأن الحادثة التي وقعت لم تكن موجهة له أو تستهدفه.

 

 

(1127)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,تقارير المراسل,عاجل

Tags: ,,,,,,,,,,,