“صحيفة المراسل” تنفرد بكشف معلومات حول إفشال آخر مخطط لإسقاط صنعاء أمنياً

صحيفة المراسل|خاص:

أعلنت وزارة الداخلية بحكومة صنعاء يوم الاثنين الماضي في بيان أن أجهزتها الأمنية تمكنت “من كشف مخطط خطير تقف خلفه المخابرات السعودية، التي  أوكلت لخليتين رئيسيتين مدعومتين ماليا ولوجيستيا للقيام بأعمال تخريبية عبر خلايا تابعة لها لإثارة الشارع عبر حملات إعلامية.

وأشار بيان الوزارة إلى أنه “تضمن المخطط القيام باختراق مؤسسات الدولة المختلفة لزرع الخلاف بين مستوياتها الوظيفية واتخاذ قرارات غير قانونية ومستفزة للشارع” مؤكدة أنها تمكنت من “ضبط خليتين رئيسيتين كانتا تحت المسؤولية المباشرة لضباط المخابرات السعودية والسيطرة عليها في مراحلها الأولى”.

وكان واضحاً أن بيان الوزارة كان متحفظاً على كثير من المعلومات خصوصاً أنه لم يوضح أسباب حدوث عمليات تبادل لاطلاق النار في أحياء متعددة بالعاصمة صنعاء خلال الأيام الماضية والتي علمت “صحيفة المراسل” أنها مرتبطة بملاحقة الخلايا التي تم كشف بعض منها التوصل لمعلومات عن بقية الخلايا التي لم تكن الداخلية قد وصلت إليها وقت أصدرت بيانها.

وحصلت “صحيفة المراسل” من مصادر أمنية على تفاصيل حصرية لعملية كشف الخلايا التابعة للمخابرات السعودية والمخطط الذي كانت تنفذه، والتي تضمنت أن الخلايا شكلتها السعودية منذ أكثر من عام واكتمل تشكيلها في ديسمبر الماضي في الذكرى الأولى لمقتل علي عبدالله صالح.

المخطط السعودي بدأ عندما نجح ضباط من المخابرات السعودية قبل عام تقريبا بالتواصل مع نحو ثلاثة ضباط في وزارة الداخلية وجهاز الأمني القومي بصنعاء ومسؤول بإحدى الجهات الحكومية وطلبوا منهم السفر إلى مأرب بالتنسيق مع شخصيات تابعة للتحالف قبل أن يجدوا أنفسهم في منفذ الوديعة وجها لوجه مع ضباط رفيعي المستوى بالمخابرات السعودية ليتم اطلاعهم على المخطط المطلوب تنفيذه والذي رصدت له السعودية مبالغ طائلة.

كما كلفت المخابرات السعودية ثلاث شخصيات بارزة أمنية ومدنية من الموالين للتحالف بينهم مسؤول أمني انضم للتحالف بعد أحداث ديسمبر 2017م (تتحفظ الصحيفة على ذكر أسمائهم بحسب طلب الجهات الأمنية) ليتولوا الاشراف على المخطط من مقر إقامتهم بالرياض وبالتنسيق مع من تم استدعاءهم لمقابلة ضباط المخابرات السعودية الذين عادوا بعد ذلك اللقاء إلى صنعاء.

ووفقاً للمعلومات التي حصلت عليها “صحيفة المراسل” فإن الخليتين الرئيسيتين قسمت مهامها لتكون الأولى أمنية تنفذ عمليات تفجير واغتيالات ورصد في العاصمة صنعاء والمحافظات وتقوم بعمليات استقطاب واختراق للمؤسسات الأمنية والثانية معنية باختراق مؤسسات الدولة من الداخل وكانت أهم الأهداف هي وزارت الاتصالات والمالية والتربية فيما تنسق الخليتان الجانب الإعلامي لتسريب نتائج العمليات التي يجري تنفيذها وفقاً للخطة وتسريب الأخبار من داخل تلك المؤسسات بعد تجنيد موظفين كبار وصغار، بل وصل الأمر إلى توجيه تعليمات لمن تم استقطابهم من الموظفين الكبار لاتخاذ قرارات مستفزة للشارع وتسريبها لإعلام دول التحالف.

 

اختراق جهاز الأمن القومي

ظل معظم المسؤولين من الضباط في جهاز الأمن القومي محتفظين بمواقعهم منذ ما قبل 21 سبتمبر 2014م بينهم عدد كبير ممن احتفظوا بولائهم لعلي عبدالله صالح الأمر الذي سهل على السعودية استقطاب عدد منهم بينهم رئيس دائرة مهمة وكان أحد الذين التقوا ضباط المخابرات السعودية في منفذ الوديعة، وبالتالي ووفقاً للمعلومات التي حصلت عليها “صحيفة المراسل” تم تشكيل خلية صغيرة داخل الجهاز.

ويوضح مصدر أمني لـ”صحيفة المراسل” أن كشف الخلية داخل الأمن القومي كان أحد الأسباب التي قادت لاكتشاف المخطط السعودي، مشيراً إلى أن القصة بدأت عند مراجعة بعض القرارات التي اتخذها أو أوصى بها ذلك الضابط ومنها توصيته بعدم منح وسائل إعلام دولية التصريح لدخول صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة حكومة صنعاء بحجة “خطرها على الأمن القومي اليمني” واتضح لاحقاً أنه كان ينفذ تعلميات السعودية التي عملت على منع الإعلام الدولي من تغطية ما يجري في اليمن في ظل الحرب التي تشنها عليه، متخذاً من ذريعة “الأمن القومي” حجة للتوصية بمنع دخول الإعلام الدولي.

وأشارت معلومات الصحيفة إلى أن الخلية قامت بتسريب معلومات للمخابرات السعودية وكانت تنفذ ما يطلب منها مثل عملية استقطاب ضباط آخرين، قبل أن يتم رصدها والقبض على عدد من أعضائها فيما فر الضابط الرئيسي للخلية إلى مناطق خارج سيطرة حكومة صنعاء.

 

اختراق الأجهزة الأمنية وأقسام الشرطة

من بين مهام الخلية الأمنية وفقاً للمعلومات التي حصلت عليها “صحيفة المراسل” هي عملية استقطاب ضباط في وزارة الداخلية والبحث الجنائي وأقسام الشرطة، حيث تم استقطاب عدد من الضباط أوكلت إليهم تسريب معلومات من داخل الأقسام وكما في خلية الأمن القومي فقد تم تسريب أخبار لوسائل إعلام التحالف عما يجري في أقسام الشرطة بالعاصمة على سبيل المثال من بينها أخبار عن ممارسات قام بها الضباط الذين تم استقطابهم في الخلية بهدف إثارة الشارع وتشويه الأجهزة الأمنية.

كما علمت “صحيفة المراسل” أنه تم استقطاب أحد كبار المحققين في البحث الجنائي بصنعاء والذي بدوره قام بنفي المهمة من تسريب الأخبار والمعلومات لدول التحالف ووسائل إعلامها وبعض ما تم تسريبه عن عمليات قبض على مطلوبين ومجريات التحقيقات كانت تلك التي قام بها ذلك المحقق.

 

خلايا المالية والاتصالات

Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2015-04-13 06:12:18Z | | <

نجحت الخليتان التابعتان للمخابرات السعودية باستقطاب عدد من المدراء وكبار الموظفين في كل من وزارتي المالية والاتصالات معظمهم من الموالين سلفاً للسعودية وعلي عبدالله صالح، والذين بدورهم قاموا باتخاذ قرارات أو أوصوا بحسب مهامهم بخطوات تعمدوا أن تكون خاطئة ومستفزة للشارع وفي نفس الوقت كانوا يقومون بتسريبها أولاً بأول لإعلام دول التحالف وكذلك قاموا بتسريب المعلومات التي طلبتها منهم المخابرات السعودية.

كما تشير المعلومات التي حصلت عليها “صحيفة المراسل” إلى أن اكتشاف الخلايا التي شكلتها المخابرات السعودية في وزراتي المالية والاتصالات بدأ عندما قرر عدد من الموظفين المنقطعين عن العمل منذ بدء الحرب وبعد أحداث ديسمبر، بالعودة إلى وظائفهم رغم انقطاع المرتبات واتضح بعد الرصد أنه تم استدعاؤهم من قبل الخلية للعودة إلى أعمالهم وتنفيذ المهام، حيث أشارت مصادر الصحيفة إلى أن بعض الموظفين في وزارة الاتصالات قاموا بتنفيذ مهام منها التي أدت على سبيل المثال وبشكل متعمد لإبطاء خدمة الانترنت وانقطاعها لأوقات في بعض المناطق حيث كانت كل المهام لمختلف الخلايا تتعلق بجعل الخدمات والأوضاع تسوء ليتم استثمارها لاثارة الشارع.

طلاب الثانوية مفتاح إثارة الشارع بالمظاهرات

اقتضت الخطة السعودية لإخراج المظاهرات في صنعاء خصوصاً وبقية المحافظات التركيز على طلاب الثانوية لاستخدامهم في إخراج مظاهرات يكون من الصعب على أجهزة الأمن التصدي لهم نظراً لأعمارهم وصفاتهم كطلاب، ومن أجل ذلك، تشير معلومات “صحيفة المراسل”  إلى أن الخلية المعنية بمؤسسات الدولة قامت باستقطاب عدد من موظفي وزارة التربية ومدراء المدارس الثانوية الموالين لعلي صالح أو من أغرتهم الأموال السعودية لتنفيذ الخطة.

كما تضيف المعلومات أنه تم استقطاب عدد من المدرسين بينهم ممن يدرسون في مدارس ثانوية كبرى بالعاصمة صنعاء والذين بدأوا بجمع مجاميع طلابية كمرحلة أولى لتحريضهم على الخروج في مظاهرات وبدورهم يبلغون الطلاب الذين يثقون بهم للخروج بشكل متزامن في مظاهرات بالعاصمة صنعاء في وقت كانت الخلايا الأخرى تعمل على حشد الموظفين للخروج أيضاً ومباغتة أجهزة الأمن وكان يراد أن يكون الخروج بالتزامن مع الذكرى الثانية لأحداث ديسمبر لولا أنه تم كشف الخلايا الرئيسية والقبض على أبرز أعضائها وهروب آخرين إلى مأرب وغيرها.

 

المهمة الأخطر: ضرب الأمن وتنفيذ عمليات اغتيال وتفجيرات

كانت الخلية الثانية ذات مهمة خاصة تتعلق بتنفيذ عمليات أمنية لصالح السعودية بدءاً بعمليات رصد دقيق لشخصيات كبيرة من مسؤولين وقادة عسكريين وأمنيين وقيادات من أنصار الله ورصد تحركاتها والأماكن التي تتردد عليها وتحديد مسار سيرها الروتيني تمهيداً لتنفيذ عمليات اغتيال، كما توضح معلومات “صحيفة المراسل” بينها عمليات لاغتيال مشايخ قبليين.

كما أوكلت للخلية مهمة تنفيذ عمليات تفجير وعبوات ناسفة تستهدف معظمها العاصمة صنعاء، غير أن هذه الخلية فشلت فشلاً ذريعا وفقاً للمصادر التي تحدثت للصحيفة حيث تم اسقاط وضبط معظم أعضاء الخلية بعد تنفيذها عملية استهداف لنقطة أمنية في مدينة ذمار قبل قرابة شهر.

أخيراً توضح مصادر “صحيفة المراسل” أن الأجهزة الأمنية نجحت في ضبط معظم أفراد الخلايا وخصوصاً الأمنية منها وخصوصاً في العاصمة صنعاء وكشف أبرز القيادات فيها بعضهم تم القبض عليه والبعض هربوا إلى مناطق تحت سيطرة أتباع التحالف فيما تتم ملاحقة آخري.

وأشارت المصادر إلى أن عمليات تبادل إطلاق النار التي شهدتها عدة أحياء بالعاصمة صنعاء خلال الليالي الماضية كانت خلال عمليات مداهمات للمقرات السرية التي اتخذتها تلك الخلايا وأن بعض عناصر الخلايا اختاروا مقاومة الأجهزة الأمنية وهو ما أدى لتلك الاشتباكات فيما سلم آخرون أنفسهم دون مقاومة.

(1606)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,تقارير المراسل,عاجل

Tags: ,,,,,,