تقرير: ملامح الرد الإيراني على اغتيال الجنرال قاسم سليماني

صحيفة المراسل|خاص:

“أمريكا ارتكبت أكبر خطأ استراتيجي لها في الشرق الأوسط”

مجلس الأمن القومي الإيراني

“ترامب لم يحقق شيئاً من اغتيال سليماني سوى أنه أخرجنا من العراق”

نائب ديمقراطي بالكونجرس الأمريكي

“ترامب قال بعد العملية إنه يسعى للتهدئة فيما كان يعد لغارة أخرى في العراق..إدارة ترامب تكذب  علينا”

كريس ميرفي- عضو  الكونجرس الأمريكي

خلال العام الماضي استدعت لجنة بالكونجرس مسؤولين بشركة “جوجل” لاستجوابهم حول وجود شكوك بأن محرك البحث العالمي يتعمد إظهار صور ترامب كأول النتائج عندما يتم البحث في المحرك عن كلمة “أحمق”..وبالفعل حين يبحث المرء بكل لغات العالم عن كلمة “الأحمق” تظهر صور ترامب وخصوصاً التي تكون ملامح وجهه فيها غريبة أو مضحكة.

أما اليوم وبعد القرار الذي اتخذه بتنفيذ عملية اغتيال الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني في محيط مطار بغداد فيبدو أنه حين سيتم البحث عن كلمة “أحمق جداً” في محرك جوجل فسيظهر وجه ترامب الذي جعل العالم يقف على شفا حرب عالمية ثالثة باتخاذه قرار اغتيال سليماني للهروب من أزماته الداخلية وضمان إعادة انتخابه لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية  التي ستجري هذا العالم، والتي للمصادفة يبدو أنها ستتسبب بعدم انتخابه بناء على طبيعة ونوعية الرد الإيراني المرتقب على عملية الاغتيال.

اختار ترامب أن يغتال أهم شخصية عسكرية في الشرق الأوسط إن لم يكن في العالم، صحيح أن المؤسسة الأمريكية تعمل ومعها ترامب على مواجهة إيران في العراق غير أن ترامب  وحده رأى أن اغتيال سليماني يمكن أن يتوافق مع هذا الهدف وفي الطريق يضمن بقائه في الرئاسة لولاية ثانية، وصحيح أن  وزارة الدفاع الأمريكية التي تلقت الأمر من ترامب بتنفيذ العملية قد درست التداعيات لكن فيما يبدو أن الشيخوخة التي تعاني منها المؤسسة الأمريكية الحاكمة لم تدرس التداعيات جيداً وبالتالي أصبحت العملية “حماقة أمريكية” بامتياز.

انتهت حفلة ترامب  الذي يعشق الأضواء خلال ساعات واستطاعت إيران ان تخطف تلك الأضواء وتجعل العالم يقف على قدم واحدة ينتظر الرد الذي توعدت به وأكدت على كافة المستويات القيادية والمؤسسية على أنه قادم وسيكون مزلزلاً وثقيلاً على الولايات المتحدة واضعة منطقة الشرق الأوسط برمتها ساحة لهذا الرد.

وبعد أن أكد  أن “انتقاما قاسيا سيكون في انتظار المجرمين” ترأس المرشد الأعلى  للثورة الإيرانية علي خامنئي وفي خطوة غير مسبوقة، اجتماع مجلس الأمن القومي الإيراني لبحث عملية اغتيال سليماني وخرج ببيان أكد أن “أمريكا ارتكبت أكبر خطأ استراتيجي لها في الشرق الأوسط وأن رد إيران سيكون ثقيلاً ومزلزلاً  على امتداد المنطقة برمتها”.

لم تختلف تصريحات القادة العسكريين والثوريين والسياسيين والدبلوماسيين الإيرانيين عما ورد في بيان مجلس الأمن القومي سوى أنها قدمت بعض التفصيلات من قبيل أن أمريكا اغتالت سليماني بعمل عسكري لا يكون الرد عليه سوى برد عسكري وكذلك الدعوة للأمريكيين للاستعداد لاستقبال  جثامين الجنود الأمريكيين.

أما قائد الخرس الثوري الإيراني حسين سلامي فقدم جزء من ملامح الرد الإيراني الاستراتيجي عندما قال في تصريحات أمس السبت  إن “اغتيال سليماني سيتبعه انتقام استراتيجي سينهي وجود أمريكا بالمنطقة”.

وفيما نجحت إيران في حشد التعاطف الدولي وكذلك الانطلاق من قاعدة قانونية لردها حيث لم تستطع الأمم المتحدة تبرير العملية الأمريكية التي أدت لاغتيال سليماني واعتبرتها انتهاك للقانون الدولي، فإن الولايات المتحدة بالمقابل وخصوصاً إدارة ترامب فشلت حتى في حشد التأييد الداخلي حيث لقي قرار اغتيال سليماني اعتراضات وتحذيرات واسعة خصوصاً من قبل نواب الحزب الديمقراطي خلافاً للوحدة التي كانت تتميز بها أمريكا فيما يتعلق بسياسته العسكرية في الخارج، وباستثناء التأييد الإسرائيلي، فشل ترامب حتى في حشد تأييد حلفائه في الشرق الأوسط على رأسهم النظامي السعودي والإماراتي.

وفي هذا السياق ووسط مخاوف واضحة من الرد الإيراني احجمت السعودية والإمارات عن تأييد العملية الأمريكية ودعتا إلى التهدئة وتحكيم العقل للحفاظ على أمن المنطقة.

وفي بيان رسمي، اطلعت عليه صحيفة المراسل، أكدت السعودية على ” أهمية ضبط النفس لدرء كل ما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع بما لا تحمد عقباه” داعية المجتمع الدولي “إلى الاضطلاع بمسؤولياته لاتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان أمن واستقرار هذه المنطقة الحيوية للعالم أجمع”.

كذلك الإمارات وعلى لسان وزير الشؤون الخارجية أنور قرقاش فقالت إنه ” في ظل التطورات الإقليمية المتسارعة لا بد من تغليب الحكمة والاتزان وتغليب الحلول السياسية على المواجهة والتصعيد” مضيفة أن “القضايا التي تواجهها المنطقة معقدة ومتراكمة وتعاني من فقدان الثقة بين الأطراف، والتعامل العقلاني يتطلب مقاربة هادئة وخالية من الانفعال”.

أخيراً وفيما يعجز ترامب عن إيجاد مساندة دولية أو داخلية، استطاعت إيران أن تجبر العالم على الاستسلام لحقها في الرد على الحماقة الأمريكية، وكذلك جعلته ينتظر بشكل غير مسبوق للرد الإيراني الذي قد يحدد مستقبل المنطقة برمتها.

(184)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,تقارير المراسل,عاجل

Tags: ,,,,,,,