مدير عام الترصد الوبائي بوزارة الصحة العامة والإسكان للمراسل :مشاكل كبيرة في عملية الفحص المخبري مع تزايد حالات الأشتباه بالكوليرا والمنظمات لم تفي بألتزامها

مع بداية موسم الامطار يعود وباء الكوليرا في الانتشار حيث تجاوز عدد الحالات المشتبهة بالكوليرا 100 الف حالة منذ بداية العام الجاري.

صحيفة المراسل زارت احد مراكز الكوليرا في العاصمة الى جانب تصريحات مدير عام الوبائي بوزارة الصحة العامة والاسكان, نستعرضه لكم عبر هذا التقرير فألى الحصيلة.

المراسل : محمد الكامل

 

حالات مؤكدة واخرى مشتبهة:

بإجراءات صحية مشددة وفي احد مراكز على الكوليرا الخاص بالنساء والاطفال تم السماح لنا بلقاء سريع مع بعض الحالات والتي تحدثنا مع مرافقين لها, حيث كانت البداية مع ام نشوان التي قالت : نشوان ابني مصاب بالكوليرا وتم تأكيد الاصابة حسب قول احد القائمين في المركز من الاطباء‘‘.

وتضيف ام نشوان : ابني يبلغ من العمر خمسة اشهر حصل له اسهال كبير ولما طول الاسهال قررت اسعفه وجبته الى هنا قبل كم يوم وقالوا لي في كوليرا‘‘.

مختتمة كلامها بقولها : الحمد لله الحالة في تحسن وفارق كبير عن اول ما اتينا الى هنا, واشكرك الدكتور محمد صلاح وكل الاطباء في المركز تعاملهم رائع واهتمامهم كبير, بصراحة ما يقصروا في اي رعاية ومتابعة ويقومون بكل ما يلزم ‘‘.

مواطنة ارتيرية وام لطفلة تبلغ من العمر سنة واحدة, وتقول سعدية والتي تتحدث العربية بصعوبة : اسم ابنتي فرح, مرضت ونصحني بعض الناس اجيبها الى هنا قبل اسبوع تقريبا‘‘.

وتضيف ام فرح : اخبرني الدكتور ان في اشتباه لإصابة ابنتي فرح بالكوليرا ومن يوم ما قدمنا الى هنا وهي على الحال هذا‘‘.

مع الاشارة الى ان فرح ذات الربيع الواحد تم اسعافها الى اكثر من مكان ومركز قبل ذلك, ولم يستطيع الدكاترة ايجاد مكان الوريد لإعطائها العلاج المناسب, وعندما وصلت الى مركز السبعين لعلاج الإسهالات المائية, لم يكن امام الاطباء في المركز, إلا تركيب فراشة المغذية والمحاليل الطبية في رقبتها, كونه المكان الوحيد الذي وجدوا فيه الوريد, – حسب قول احد الممرضات في المركز-‘‘.

 

تحذير المواطنين مع بداية موسم الامطار:

من جانبه الدكتور محمد صلاح يقول نحن في مركز السبعين للإسهالات خاص بالأطفال والنساء اسهالات مائية بشكل عام , حيث توصل الحالة الى خيمة المعاينة او خيمة الفرز, ثم يتم تحديد الحالة بعد فحصها من قبل الطبيب وتقييمها, اذا ما كانت كوليرا او مجرد إسهالات مائية عادية وذلك من خلال فحص الرابتس او الفحص المخبري ‘‘.

الاعراض عبارة عن مغص واسهال طرش اكل اي شيء عن طريق الفم يتم استخراجها هذه هي الاسهالات بشكل عام ومنها الكوليرا ( الاسهالات المائية الحادة)

واتبع حديثه : بالنسبة للصعوبات الى الان الحمد لله ما فيش اي صعوبات كون الى الان لا يوجد ازدحام مقارنة بالعام الماضي واعتبار انه لا توجد موجة كوليرا حتى اللحظة رغم وجود اصابات‘‘.

موضحا بقوله : اقصد بالموجة ان تكون عدد حالات الاصابة بالكوليرا اكبر واكثر من حيث العدد بالإصابات في العام الماضي, وبالنظر للعام الماضي التي هي الموجة الثالثة للكوليرا كان عدد الاصابات واستقبالها العام الماضي كبير‘‘.

واختتم كلامه قائلا: على المواطنين الحذر الشديد والمحافظة على النظافة كوننا في بداية موسم الامطار التي تبدأ معها اصابات الكوليرا, وبالتالي عليهم الابتعاد عن الابار المتسخة والبرك ومجاري السيول كونها تمتلئ بالنفايات وخاصة الاطفال الذين يحبون اللعب في هذه الامور‘‘.

 

ضعف نتائج الفحص السريع وتكلفة عالية للفحص المخبري :

في سياق متصل يقول مدير عام الترصد الوبائي بوزارة الصحة الدكتور خالد المؤيد’’ لو تحدثنا عن عدد الإصابات الى الأسبوع 14وصلت الإحصائيات الى 107288 حالة تم رصدها حالات مشتبهة بالكوليرا بمعنى ليست مؤكدة, بينما بلغ عدد الوفيات المشتبهة 28حالة من بداية السنة, بينما الموجبة بالفحص السريع 4057 حالة‘‘.

ويضيف’’ عملية الفحص السريع اشبه بأداة الحمل يتم توزيعها في الميدان لصعوبة الارسال الى المختبر المركزي, يتم التحقق بفحص سريع للحالة, ورغم دقته الضعيفة الا انه تم فحص حوالي 8826 حالة فحص سريع, واظهرت النتائج ان 46% منها موجبة (مصابة) او بمعنى ادق محتملة‘‘.

وتابع قائلا : اما الحالات المؤكدة فهي 50 حالة مصابة بالكوليرا وهي التي تم فحصها في المختبر بالفحص الزراعي, الذي يعتبر مكلف ونفقاته عاليه ولا نملك امكانيات الارسال في هذا الجانب نعاني عجز هائل‘‘.

منوها ان: نفقات ارسال الحالات للمختبر مكلفة من الناحية المادية بشكل خاص ومن ناحية الوقت والجهد بشكل عام, خاصة اذا ما عرفنا ان كل الدعم يأتي من منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف والتي خفضت دعمها بشكل كبير في الفترة الاخيرة , حسب قوله ‘‘.

واضاف : لا يوجد لدينا مختبرات خاصة بالفحص الزراعي, الا في صنعاء والحديدة وبالمجمل خمسة مختبرات مركزية في الجمهورية للفحص الزراعي‘‘.

 

المنظمات لم تفي بالتزامها:

واوضح المؤيد قائلا: حيث تم الاتفاق في العام 2019م. مع بعض المنظمات على تجهيز 22 مختبر على مستوى المحافظات لعمل الفحص الزراعي, وقمنا بتدريب الكوادر من اجل ذلك , ولكن الى اليوم لم يمدونا بأي شيء , وبالتالي لم يتم تجهيز اي مختبر, مع ان تكلفة تجهيز المختبر الواحد لا تكلف الا 10 الف او 15 الف دولار, وبالتالي سبب لنا الكثير من المعاناة والمشاكل‘‘.

وناشد المؤيد في كلامه متحدثا ’’ أدعوا واناشد منظمة الصحة العالمية الى الالتزام بالاتفاقية وخطة العمل التي تم إعدادها بشكل مشترك بيننا وبينهم والخاصة بفتح  22 مختبر لعمل الفحص الزراعي في محافظات الجمهورية, مع الاشارة اننا لا نريد مختبر متكامل حاليا , انما ما يساعدنا على فحص حالات الكوليرا على اقل تقدير, والتي يتم تسجيل حالات كبيرة منها ونريد التأكد منها لان الفحص السريع غير دقيق‘‘.

 

الوضع مستقر مقارنة بالعام الماضي:

وفيما يخص المناطق الاكثر إصابة خلال المنحنى الزمني لنفس الفترة بين العام الماضي وهذا العام يقول الدكتور خالد : بناء على المنحنى الوبائي هذا العام ومن 22 محافظة و291 مديرية التي سجلت حالات, مقارنة بالمنحنى الوبائي لنفس الفترة بداية شهر ابريل, وفي الاسبوع 14 فقط من العام الماضي شهد ذروة حيث تم تسجيل 32800 حالة بينما هذا العام وفي نفس الاسبوع الـ 14 فقط سجلنا 6500 حالة مشتبهة وهذا فارق كبير‘‘.

واضاف : في البداية كانت امانة العاصة ومحافظة صنعاء, ومحافظات الحديدة, ذمار, عمران, ذمار, البيضاء, اب, هي المناطق والمحافظات الاكثر تسجيل للحالات المشتبهة, طبعا بنسب متفاوتة , ولكن في الاسابيع (12, 13, 14) جاءت محافظة الحديدة في الصدارة وذلك بمعدل يومي 130حالة اشتباه كوليرا فيما امانة العاصمة بمعدل يومي 80 حالة مشتبهة‘‘.

مختتما كلامة بقوله : تجدر الاشارة ان الوضع لا زال مستقر مقارنة بالسنة الماضية, كما ان الترصد الوبائي لدينا اصبح قوي, ودربنا الكثير من ضباط الترصد الوبائي, بالإضافة الى ان الكوليرا عبارة عن إسهالات ( كم مرة يصاب الناس بالإسهال سنويا) , بمعنى قبل ان تفكر كيف تقضي على الإسهالات اولا فكر كيف تسيطر عليها, وهذا هو ما نحاول ان نقوم به في الترصد الوبائي رغم الامكانيات الشحيحة‘‘.

(63)

الأقسام: تقارير المراسل