مسارات تعامل العدو مع عمليات المقاومة (العمليات اليمنية نموذج)

المراسل : تقرير: زكريا الشرعبي

التقليل في الجدوى..

فرض العدو الإسرائيلي رقابة شديدة على العمليات اليمنية بالتزامن مع حديث حول أنها غير مؤثرة بينما في الحقيقة هناك تأثير انعكس أولا في تخصيصه جزء كبير من جهده العسكري إلى إيلات ، وكذلك في حالة القلق والذعر لدى المستوطنين الذين تم نقلهم من غلاف غزة والذين نقلت عنهم وسائل إعلام عبرية تصريحات أنهم هربوا من أجل الحصول على الأمان فإذا بهم أمام الانفجارات وصافرات الإنذار ، بمعنى أن العمليات هذه أكملت ظلع المستطيل  حيث لم يعد هناك منطقة آمنة في اسرائيل، وأخيرا اتسعت المعاركة لتضاعف أزمة العدو الاقتصادية حيث تم إعلان منع سفنه من العبور في البحر الأحمر، وقد انعكس ذلك ابتداء في ارتفاع أسعار التأمين للشحن البحري من وإلى إسرائيل، كما دفع بالشركات التي تستورد من اسرائيل إلى البحث عن منتجين آخرين في جغرافيا آمنة.

وليس خفيا ما يتم نشره من قبل إعلام العدو عن معركة فضائية للتصدي للصواريخ الباليستية..

لعبت أمريكا دورا أيضا في الترويج إلى أن هذه العمليات ليس لها جدوى والهدف من ذلك تييئس الجماهير المتلهفة لأي عمل يوجع اسرائيل.

 

التشكيك في المقاصد..

منذ الأيام الأولى للعمليات اليمنية اتجه الإعلام الغربي المرتبط بدوائر الاستخبارات والمؤسسات الرسمية الأمريكية إلى التشكيك في مقاصد العمليات اليمنية، وتفسيرها على أن الهدف منها محلي وليس نصرة فلسطين، حيث توهم هؤلاء أن صنعاء كانت تواجه ضغطا شعبيا وتهرب منه إلى الحرب ضد اسرائيل، وهم بذلك يقفزون على حقيقة أن الضغط الشعبي إن وجد فإن الذهاب نحو الحرب مع التحالف أسهل لأنه هو المتسبب في تدهور الوضع الاقتصادي وهو الذي يماطل.

ثم ذهب آخرون للحديث عن رغبة صنعاء في تحقيق مكاسب على التحالف، وهذه أكذوبة فالأمريكي عرض من أول يوم أن تحصل صنعاء على ما تريد مما كان يعارضه سابقا مقابل تجنبها الدخول في الحرب وتم رفض هذه العروض.

وتفسيرات أخرى لا تخرج عن هذا الإطار،  ومع ذلك لا تخفي المخاوف من تداعيات العملية اليمنية..

على سبيل المثال تقول بلومبيرج إن من المهم ألا يتم تقديم عمليات “الحوثيين” كجزء من معسكر إقليمي أكبر في إشارة إلى محور المقاومة، لأن ذلك يجعل المجموعة تبدو أقوى مما هي عليه، ويساعدها على فرض سلطتها على السكان المحليين.

وتكتب فاطمة أبو الأسرار في معهد  معهد الشرق الأوسط في واشنطن أن “الحوثيين” يهدفون إلى خلق من انعدام الأمن بين الحكومات العربية التي قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وذلك لأن دخولهم هذه الحرب يعزز حديثهم أن الحرب التي تعرضت لها اليمن جزء من مؤامرة  أمريكية اسرائيلية، كما تشير أبو الأسرار إلى جانب آخر من المخاوف وهي   أن الحوثيين يثبتون لمنافسيهم أنهم أقوياء وليس من السهل هزيمتهم. هدفهم هو إضعاف معنويات خصومهم المحليين، ودفعهم تدريجياً إلى قبول قيادة الحوثيين باعتبارها الوضع الراهن. وتهدف هذه الإستراتيجية إلى سحق الآمال في التغيير الديمقراطي من خلال إظهار أنهم قوة قوية ودائمة في المنطقة.

في ذات السياق أيضا كتب آشر أوركابي في مجلة ناشيونال انترست أنه سيكون لإعلان الحوثيين الحرب على إسرائيل تداعيات محلية وإقليمية وعالمية. وسوف يتم إعلان النصر في الحرب  في اليمن، بعد أن لعب الحوثيون أقوى أوراقهم في مهاجمة إسرائيل واستغلال المشاعر الشعبية الصاخبة التي تحتفل بعنف حماس

ويضيف: كان إعلان الحوثيين للحرب ضد إسرائيل، في الواقع، بمثابة إعلان انتصار على قوى المعارضة في اليمن، التي لا يستطيع أي منها الآن منافسة المجموعة التي صورت نفسها على أنها محاربون مقدسون ضد إسرائيل.

هذه النماذج تبرز مخاوف الغرب من العمليات اليمنية وتعكس جانبا من التشكيك في مقاصدها، بالرغم من أن المقصد الحقيقي من العمليات هو نصرة فلسطين ومساندة شعبها المظلوم، وقد يكون من ثمار ذلك بروز اليمن كقوة إقليمية بما تصنعه من نموذج التضامن وليس بما تمتلكه من أسلحة، لكن الهدف الأساسي من التشكيك في المقاصد هو قتل روح التضامن مع فلسطين ومنع الالتفاف حول قوى محور الجهاد والمقاومة.

إن العدو الذي يمنع المواطنين من رفع علم فلسطين في بلدان يقدمها نماذج للحرية، ويلغي وجودك من منصات التواصل الاجتماعي اذا تضامنت مع غزة بصورة أو بضع كلمات، لن يقبل بك وأنت تطلق الصواريخ والطائرات المسيرة على العدو الإسرائيلي وتمنع مرور سفنه من البحر الأحمر.

(4)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,تقارير المراسل,عاجل,غير مصنف