القصة “المفبركة ” لاختطاف السفينة سنترال بارك

المراسل : تحليل
لم تجد واشنطن ما ترمم به ضعفها وتسد عورتها من قصة سفينة اسرائيلية في خليج عدن تداري بها سوءتها التي ظهرت للعالم ، حيث تبدو المكابرة الأمريكية مكشوفة وغير ذات جدوى أمام معطيات وأحداث تصرخ في وجه واشنطن أن زمان جديد لن تكون فيه صاحبة الكلمة الفصل.
سرعان ما انكشفت مسرحية الناقلة بارك في خليج عدن ، حيث أن صنعاء لم ترد على اتهامات اختطاف السفينة سريعا ، فيما تحاشى الأمريكان تحميل صنعاء المسؤولية حيث أن الجميع بات يصدق قيادة صنعاء فيما ستكون واشنطن في موقف أكثر احراجاً إذا وجهت التهمة نحو صنعاء.
بالأمس خرج عضو المجلس السياسي بصنعاء محمد علي الحوثي في تغريدة مقتضبة ليشير إلى المسرحية الهزلية التي اعدها الأمريكان حول الناقلة الإسرائيلية بارك ليقول “إن  المشهور أن الامريكيين متفوقون في التمثيل”.
حيث جاءت هذه التغريدة تعليقا على تصريحات مهاجمة سفينة اسرائيلية في خليج عدن، وقيام قوات امريكية بتحريرها؟!!
وكانت سبوتنيك قالت إن “قوة من البحرية الأمريكية” استعادت السيطرة على ناقلة “سنترال بارك” وتمكنت من تحريرها في خليج عدن.
لكن محللين قالوا إن هذا الحدث فضيحة مدوية لـ واشنطن والتي أرادت منه حفظ ماء وجهها بادعائها تحقيق انتصار وهمي ليس له أساس من الصحة.
وفي وقت سابق، قال رئيس وكالة الأنباء اليمنية سبأ نصرالدين عامر: مالم نعلن رسميا عن أي عملية فنحن لا نتحمل المسؤولية عنها وهذا يفترض أن يكون واضحا لدى الجميع.
وفيما اعتمد السيناريو الأمريكي المفضوح على زخم الانتشار الاعلامي للحدث المفبرك في وجود وسائل ووكالات الاعلام العالمية بدت القصة مدعاة للسخرية أكبر من  حجمها الفعلي ، حيث تناولت القصة وكالة رويترز ووكالة أسوشيتد برس وواشنطن بوست وصحيفة معاريف” العبرية أول الأمر.
في حين كشفت شركة إمبري البريطانية للأمن البحري النقاب عن فضيحة الأمريكان والقوات البحرية حول سنترال بارك ، حيث قالت الشركة ” إن الولايات المتحدة والقوات البحرية يبدو أنهما منخرطتان في الوضع بحادثة اختطاف السفينة قبالة سواحل خليج عدن، حين طلبت من السفن الابتعاد عن المنطقة ، فيما سمعت توجيهات عبر ترددات صوتية رصدتها إمبري البحرية؟!!
مقابل هذا أوعزت البحرية الأمريكية لجهات تابعة لمرتزقة التحالف السعودي الإماراتي في عدن ، بنشر الرواية الأمريكية التي تزعم تحرير القوات الأمريكية للسفينة على أساس أنه تم اختطافها من قبل مسلحين في خليج عدن .
وكما يقول الناشط عادل الحسني فقد تمت العملية بتنسيق مخابراتي عملياتي بين ثلاث جهات (أمريكا – إسرائيل – الإمارات)
حيث كشفت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، قبل عملية الاختطاف “المزعومة” بأنها على علم بوجود عملية اعتراض لسفينة في المياه اليمنية، وربما أحرقت الهيئة جزءًا من الأحداث.
..بقية الأحداث تمت في اجتماع بأحد مقرات التحالف، ضم ضباط إماراتيين ومندوبين أمريكان، إضافة إلى قيادات محلية موالية، وفيه تم الاتفاق على تنفيذ العملية بقوة تنطلق من نقطة ساحلية على خليج عدن، مع ضمان السرية التامة للعناصر المنفذة وسلامتهم ، حيث أشرف على العملية رئيس مصلحة خفر السواحل، والمقرب من أمريكا والإمارات اللواء الركن (خالد القملي).
بالنظر لحركة السفينة سنترال بارك، فقد تعرضت للهجوم على بعد 30 ميل (حولي 55.5كم) من سواحل رأس العارة في محافظة لحج، ولم تغير اتجاهها بعد ذلك.
جميع ما تم لا يخرج عن سياق “المسرحية الهزلية” والتخابر المشترك بين الإمارات وأمريكا والكيان الصهـ ـيوني، على أن يلي هذا الحدث تحركات مكثفة في السواحل اليمنية، ومساحة حرية أكبر لممارسات أجنبية تخرق سيادة المياه اليمنية.
تريد الإمارات نفوذًا أكبر بضوء دولي على المياه اليمنية، والتعاون “المنصهر” مع القوات الأمريكية لمكافحة الإرهاب والقرصنة، مقابل التصرف الكامل وبدون مساءلة قانونية للمياه اليمنية!!.
لم تمضِ على عملية الاختطاف سوى ساعات، ليتصدر خبر آخر مفاده “استجابة البحرية الأمريكية لنداءات السفينة المخطوفة” وتحريرها من المجموعة الخاطفة، واعتقالهم.
يبدو أنَّ أصداء احتجاز السفينة الإسرائيلية جالاكسي ليدر كانت واسعة، وأحرجت الولايات المتحدة الأمريكية وأسطولها البحري الخامس، الذي يُعد أحد أضخم وأكبر الأساطيل البحرية في العالم. كذلك الشعور المتزايد بتقييد المرور الحر للتجارة في المياه اليمنية، إثر تهديدات صنعاء، جعل المجتمع الدولي يقوم بتجهيز عملية “سينمائية” تُختطف فيها الضحية (السفينة الإسرائيلية) على أيدي قراصنة أشرار (مسلحين مجهولين) ثم يأتي البطل المُخلِّص (البحرية الأمريكية) لإنقاذها وإنقاذ العالم من كارثة أخرى!

وكانت صحيفة واشنطن بوست نقلت عن مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية، أن مسلحين استولوا على سفينة تديرها شركة زودياك الإسرائيلية في خليج عدن.
في حين أصدرت حكومة” المرتزقة المُعيّنة من قبل السعودية والإمارات في المناطق اليمنية المحتلة، بيانًا جديدًا تستنكر فيه عمليات القوات المسلحة اليمنية التي تهدد السفن “الإسرائيلية” في البحر الأحمر وباب المندب.
وفي سياق متصل بأحداث البحر الأحمر ومنع اليمن عبور السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر أكد رئيس مجلس الأمن القومي “الإسرائيلي” السابق، غيورا آيلند لـ القناة 12 العبرية – أن اليمن بالنسبة لـ “إسرائيل” هو تهديد استراتيجي فعلاً.
حيث أشار إلى امتعاض إسرائيلي من الموقف الأمريكي والقول “لا يبدو أن الأمريكيين معنيون بهذا الأمر كما يلزم، ويفضلون عدم القتال”؟!
وقال غيورا آيلند “المشكلة مع اليمنيين هي موقعهم في العنق الضيق للبحر الأحمر في الجزء الجنوبي منه، وهذه مشكلة أكبر من الصواريخ”.
وفي مشهد ساخر ثاني يحاول مرتزقة الانتقالي التابع للإمارات مغازلة إسرائيل بإعلانه الاستعداد لحماية سفنها وحماية مصالحها في خليج عدن وبحر العرب ، من خلال مرافقة سفنها واستخدام قواته في حمايتها؟!.
فيما عيناه التي لا تكادان تبصر لا ترى كيف أن صنعاء وقواتها أحرجت سيده الأمريكي في البحر الأحمر شمالا وجنوبا ، حتى يسارع للحديث عن هكذا أمر بإيعاز إماراتي فقد صوابه.
ويقدم الانتقالي نفسه كخادم وعميل منبطح معلناً استعداده الدائم للعمل على ما وصفه ” ردع سلوك الحوثيين في باب المندب والبحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن ” في اشارة ضمنية إلى عمليات استهداف السفن الإسرائيلية ردًا على جرائم اسرائيل في غزة…مشترطاً على اسرائيل وأمريكا والسعودية والإمارات ” رفع جاهزية قواته البحرية الجنوبية والعمل على تطويرها “.
يشار إلى أن رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي كان قد أعلن في مقابلة مع قناة روسيا اليوم في فبراير 2021 مباركته تطبيع الإمارات مع إسرائيل ، مبدياً استعداده التطبيع مع تل أبيب فور تمكنه من إعلان الانفصال ، كما اشرف الزبيدي شخصيا على ترميم مقبرة اليهود في عدن في محاولة لكسب ودها ، دون إدراك سياسي لحجمه كمرتزقة من الدرجة العاشرة ، حيث يغيب عن تصوراته حقيقة المشهد السياسي والعسكري لليمن والمنطقة والعالم ، فيما ينصب كل تفكيره على تقديم نفسه كتابع مطيع لا أكثر ، ضارباً بمصالح  وقناعات اليمنيين والمحافظات المحتلة عرض الحائط.

(1)

الأقسام: الاخبار,المراسل العالمي,اهم الاخبار,تقارير المراسل,عاجل