أقسى خيارات صنعاء لم تبدأ بعد!!

المراسل : تحليل
قرار صنعاء بمنع السفن العابرة إلى إسرائيل من “كل الجنسيات” ارتبط بفشل مجلس الأمن الأخير بوقف الحرب، فصنعاء تريد أن تقول باسم أحرار العالم كفى واشنطن عبثاً بمصائر الشعوب المضطهدة ولمن كان الخوف قد تملكه وهو يملك القوة صنعاء ترد عليهم بأننا ربما أقل حضورا منكم لكن موقفنا ربما كان مفيدا لتصحو من هذه الغفلة الكونية.
إعلان السبت جاء صارماً ليرد على الولايات المتحدة التي تجاوزت الإجماع الدولي على وقف الإبادة الجماعية بغزة..وهذا بحسابات السياسة والمواجهة العسكرية نذير إشعال الحرب التي ستقحم العالم في العلن لخوضها ، وليس لصنعاء ما تخسره أكثر من انتهاك أمريكي غربي سعودي إماراتي للسيادة اليمنية جنوب الوطن ، فيما تبدو واشنطن وإسرائيل المجرمتان أكثر من ستطاله سطوة القوة المتعددة الاتجاهات حيث لن تكون اليمن بمفردها في هذه الحرب فهناك تحالفات عريضة جزء منها معلن عنه وجزء سيظهر في لحظات المواجهة الشاملة التي ستكون لصالح الجميع الا تحالف واشنطن ومن سار معها ، وهذا واضح ومؤكد حتى في الداخل الأميركي.
ومع موقف اليمن المشرف فهو يعد قرارا تصعيديا لكنه لن يكون الأخير في ظل تصاعد الحرب وتعقد الأزمة ووصولها لطريق مسدود ، مع الإصرار الأمريكي الصهيو مسيحي على استمرار حرب الإبادة بحق الشعب الفسطيني .
وكما قٌرأ الفيتو الأمريكي بمجلس الأمن أنه سيفتح الباب لاتساع حلبة الصراع في الشرق الأوسط..فسيكون لصنعاء موقفها الأكثر حزماً مع كل خرق وتجاوز أمريكي صهيوني في فلسطين وماجاورها.
في المقابل ربما هناك ردة فعل أمريكية تقول بعض التحليلات أنها متوقعة على الأرجح ضمن “تحالف” بباب المندب، ذلك التحالف الشبيه إن حصل لن يكون ذا تأثير كبير قياساً بنتائج التحالف الذي شن العدوان على اليمن ٢٠١٥م ، في ظل معطيات ومتغيرات قادت صنعاء لامتلاك تكنولوجيا تصنيع عسكري يقرأ الخبراء الأمريكان بأنها قوية وصادمة لهم بنفس الوقت والسؤال الذي سيوجه للأمريكيين، هل بإمكانهم منع اليمن من استهداف السفن؟!
هذا ما يطرح جزء من التساؤلات على عجل أمام الأمريكان وأي دول قد تتهور بالتحالف معهم …لتفسير الرسائل اليمنية التي وصلت باستهداف السفن الإسرائيلية وإجبار سفن ومدمرات أمريكا على الابتعاد ، والنتائج التي يحملها الرد على صنعاء من استهداف خزان النفط الأمريكي العملاق في الخليج ، وخزانات النفط المتحركة في البحار والمحيطات، مع ضرورة التذكير بتأكيدات سكوت ريتر أن سفن ومدمرات وحاملات طائرات واشنطن ستكون تحت رحمة تحالف المقاومة الذي يعمل ضمن محرك متكامل ،سيكون هو وما بعده وبالاً على الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.
ولاننسى تصريح نائب وزير الخارجية حسين العزي بالقول إن أقسى خيارات صنعاء لم تبدأ بعد وتفادي توسع الحرب في المنطقة لا يزال ممكناً.وهذا ما لن يكون مأمولا مع سلوك واشنطن الساعية للضرب بيد من حديد حيث ترى قوتها تتهاوى شيئا فشيئا لحساب الصين القادمة بقوة الى جانب الهند وروسيا
ما يعني أننا أمام أيام قادمة صعبة وغير عادية.

(2)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,تقارير المراسل,عاجل