التحدي اليمني وأوراق قوته – كتب: سنان عبيد

اليمن بما يملك من إرث حضاري قد يمرض لكنه لا يموت وقد يغفو لكنه لا ينام، فمن ركام الحرب وسنوات الإنهاك استيقظ فجأة ينفض الغبار عن تاريخه وانطلق يلبي نداء غزة التي تتعرض لإبادة من هذا العالم المتوحش وخذلان القريب، حتى سمعت لفزعتة الدنيا، لا يكترث بالخطوط الحمراء ولا الصفراء أو الخضراء فهي ليست من مقاييسه ولا يقبلها تاريخه، هذا السيل اليماني الجارف الذي بات يسحق كل ما يقف أمامه كعرمه الذي أًبتلي به يوماًً ويبتلى به أعداء الإنسانية اليوم، بإيمان وثبات على الحق وشرف المعركة التي يخوضها والتي حضيت بتقدير العالم لانفراده دون غيره بهذا الشرف، فلم يخطر على بالنا ولا بال غيرنا أن الأمر سيصل لهذه الدرجة من التحدي رغم ثقتنا بالله ثم بتاريخ شعبنا المعهود على كسر الأمبراطوريات، وصاحب السبق.في نصرة الإسلام في مهده، وبه وعد الله نبيه بمدده وخصهم بالقوة والبأس في قرآنه.
ومما من الله على هذا الشعب أن سخر له هذه القيادة الأصيلة التي أعادت له كبرياءه وعنفوانه وأثبتت أنه للأمة كما ماضيه سيفاً ودرعاً ورمح.
هذه البشارات والآي في الثناء على شعبنا والتعويل لم تكن  نقطة القوه الوحيدة التي من الله بها على شعبنا، فقد حبا الله هذه البلاد بموقع جغرافي لا نظير له على باب المندب والذي كما قيل من يمتلك مفاتيحه فإنه يملك قنبلة نووية باعتباره مفتاح للعالم وبوابة للقارات.
وقد عظم من أهمية أمتلاك اليمن لهذا الباب جغرافيته الجبلية الوعرة الحاكمة للبحر الأحمر  ومضيق باب المندب على امتداد ساحله الغربي من أقصى الشمال حتى الجنوب والتي زادت لبأسه وقوته بأسا وقوة وجعلت منه مقبرة للغزاة عبر تاريخه.
أوراق القوة هذه التي يملكها شعبنا والتي للأسف لم يستفد منها في فترات كثيرة من تاريخه في الدفاع عن خياراته الوطنية وحقه في العيش الكريم  واستقلال قراره الوطني في معاركه مع هذا العالم المتآمر عليه والحريص على تبديد طاقاته وإمكاناته في حروبه الداخلية كي لا تتطاير شرارات بأسه إليهم كما هو اليوم، هذا التأمر لم يقتصر على أعداء الأمة فحسب بل إن أخوة لنا في الدم والدين وجوارنا في الجغرافيا للأسف لم يراعوا صلة لقرب ولا لدين أو جوار ، فجعلوا من أنفسهم وبحماية هذا العالم ادوات من خلال استثمار فائض الثروة في تجويع هذا الشعب وتفكيك لحمته الوطنية وإغراقه بالحروب الداخلية لدرجة أن هذه  الكيانات التي صنعها الاستعمار توهمت يوماً بأنها أصبحت فيلاً ولكن هيهات للفأر ان يصبح فيلا هذا ما جعل القيادة تتنبه لمخاطر حماية الغرب لهذه الدويلات مقابل نهب ثرواتها وتبديدها في اشغال اليمن  وإنهاكه فقد سعت للحصول على الاسلحة النوعية الرادعة من الصواريخ البالستية الدقيقة والطيران المسير اللذين جعلا من برميل النفط وعائدات دبي مهددين بالفناء إن تجرأو وبحماية الغرب على اذية شعبنا أو محاولة إلحاق الضرر به مرة أخرى
بك تحطمت للمعتدين جماجم
وبك توارى الكفر وانصرف العدى

(2)

الأقسام: آراء