ما وراء مخاوف دول التحالف والاخوان المسلمين من تحريرها: مارب..  مستعمرة الإصلاح ومملكته الغنية شمال اليمن

تقرير ـ رشيد الحداد

كان الحديث عن مارب يقترب بالحديث عن عرش بلقيس، ولكنه اليوم يقترب بمصالح السعودية وعرش الإصلاح غير المعلن، ففرع الإخوان المسلمين في اليمن حول محافظة مارب خلال السنوات الماضية، إلى مملكة خاصة به، مستغلاً ضعف حكومة هادي، وعدم ادارك دول التحالف وتحديداً السعودية إلى الاجندة الخفية للحزب، فالإصلاح لم يتمكن من التحكم بمارب إلا في عهد الرئيس الضعيف هادي، وتحت اكثر من ذريعة جذر تواجده في المحافظة النفطية متخذاً من سلطان العرادة واجهة سياسية لفرض نفوذه في المحافظة ،  فاستغل ثرواتها النفطية والغازية وايراداتها المتعددة ، واستخدم القوة المفرطة لفرض نفوذه ضد قبائل مارب ، فالإصلاح كتنظيم وحزب كسب الكثير من المال في مارب خلال الست سنوات الماضية ، وبنى نموذجاً مملكته فيها ، لكنه فشل في بناء حاضنه اجتماعية .

ـ التقرير التالي يكشف أسباب مخاوف الإصلاح والسعودية من تحرير مارب ، وماوراء التهويل الإعلامي والسياسي التي يجري منذ أسابيع حول مارب:

على مدى الأسابيع الماضية من تصاعد الأوضاع عسكرياً في محيط مارب، استخدم الإصلاح كل وسائل التضليل والتهويل، وسوق الكثير من المزاعم مستهدفاً الراي العام الدولي، وبعكس الحقائق روج الكثير من المزاعم حول المواجهات التي يخوضها الجيش واللجان الشعبية ضد مرتزقته في محيط المدينة، وصورها للعالم وكأنها وليدة الامس القريب، ومع تقدم قوات صنعاء في محيط مدينة مارب، استخدم الاخوان كل الأوراق السياسية والإنسانية والدينية والطائفية ، متناسين عمداً أن المعركة لم تكن جديدة، بل تعد من اهم المعارك المشتعلة طيلة السنوات الماضية ، فقوات الجيش واللجان الشعبية بمساندة أبناء القبائل تتواجد في مديرية صرواح منذ أواخر العام 2014، ومنذ ما قبل العدوان كان هناك توجه لحركة ” أنصار الله ” لتحييد المحافظة النفطية عن الصراع، ومنح قبائلها وابنائها حق إدارتها “، ورغم تحويل الإصلاح والتحالف محافظة مارب منطلقاً للعمليات الهجومية العسكرية على صنعاء والجوف والبيضاء خلال السنوات الماضية ، قدمت حركة ” انصار الله” بعد تحرير مديرية نهم شرقي العاصمة العام الماضي ، مبادرة مسئولة تجنب مارب ويلات الصراع ، ولكن رفضها الإصلاح ورفضتها السعودية ولم يرفضها أبناء مارب .

 

سنوات الحرب في صرواح:

معركة مارب التي اشتدت منذ قرابة الشهر، بدأت بتقدم قوات الجيش واللجان الشعبية نحو مديرية صرواح نهاية العام 2014، والسيطرة على مواقع استراتيجية فيها ، فمنذ الوهلة لتحرير صنعاء سيطرة حركة “أنصار الله” على صرواح بتعاون من أبنائها، لإدراكها أهميتها العسكرية ، كخط هجوم رئيسي على مارب وخط دفاع اول عن صنعاء ، ونظراً للأهمية الاستراتيجية المتنوعة التضاريس لصرواح التي  تمنح من يسيطر عليها هامش واسع لاستنزاف قوات الطرف الاخر ، والسيطرة النارية على الاتجاهين الشمالي والغربي لمدينة مأرب ، وكذلك تأمين كافّة طرق الإمداد القادمة من العاصمة صنعاء، والتحكّم بمسارات المعارك في مديرية نهم شرقي صنعاء ، حاولت قوات هادي ومليشيات الإصلاح منذ أواخر العام 2015م استعادتها ، وتحولت صرواح إلى ساحة حرب مفتوحة لم تتوقف طيلة السنوات الماضية من عمر الحرب ،  فقوات هادي جعلت من السيطرة عليها خلال هذه الفترة هدفاً محورياً لها لتأمين طرق إمداداتها العسكرية بين مدينة مأرب وجبهات صرواح ونهم شرقي صنعاء ، وشنت عشرات الهجمات على جبهات الجيش واللجان الشعبية في صرواح ، وأعلنت عن عدد من العمليات ابرزها عمليتي ” نصر 1ـ نصر 2 ” للسيطرة على وادي المشجع والتباب المحيطة بجبل هيلان المطلّ على مدينة مأرب خلال السنوات الماضية، لكنها فشلت رغم لجوء طيران التحالف لسياسة الأرض المحروقة ، ووفقا لمصادر رسمية في صرواح ، فان طيران العدوان استهدف المديرية خلال 2015ـ  2020 ، بأكثر من 27 الف غارة جوية ، دون أن يحقق أي اهداف عسكرية لصالحة ، ورغم قيام الإصلاح بتوطين مليشيات القاعدة في مناطق التماس في صرواح وقدمت لها الدعم المالي واللوجيستي لشن هجمات ضد مواقع قوات صنعاء خلال السنوات الماضية ، كان الفشل يلازم كافة هجماتها ،وبعكس كل تلك المحاولات خسرت قوات هادي ومليشيات الإصلاح  مطلع العام 2019 ، كل مكاسبها التي حققتها على الأرض في صرواح خلال الفترة 2015ـ 2019م ، في عملية واحدة نفذتها قوات الجيش واللجان الشعبية.

 

العرادة.. أداة السيطرة على مارب:

عمل نطام صالح على تهميش دور حزب الإصلاح في محافظة مارب خلل العقود الماضية، ورغم محاولات الأخوان السيطرة عسكرياً على مارب، عبر الوية محسوبة على الجنرال علي محسن الأحمر، قائد الجناح العسكري للحزب، كان صالح يضع تحركات الإصلاح في المحافظة نصب عينية، ولذلك اعتمد على عدد من كبار مشائخ مارب الذين ينتمون الى قبائل واسعة الانتشار لتحجيم تحركات الإصلاح، وعمد على افشال كل محاولات الإصلاح للسيطرة على الإدارة المحلية، وعندما فاز الاخوان بأول انتخابات محلية عام 2001م ، وسيطروا على الأمانة العامة للمجالس المحلية في محافظة مارب ، وجه صالح بتجميد نشاط المجالس المحلية حتى العام 2006، ورغم قيام حزب الإصلاح باختيار الشيخ سلطان العرادة مرشحاً له للدائرة الانتخابية 287 في اخر انتخابات نيابية وحشد كل جهوده لإنجاحه في اخر انتخابات نيابية أجريت 2003م، تمكن نظام صالح من إفشال تلك المحاولة ، وفاز مرشحة حمد بن معيلي بدائرة المدينة والوادي ، ولم يستطع الإصلاح تحقيق مخططة في السيطرة على السلطة المحلية في مارب ، إلا بعد سقوط نظام صالح ، مستغلاُ ضعف هادي.

بعد اتفاق نقل السلطة بين الرئيس السابق على عبدالله صالح، والرئيس عبدربه منصور هادي برعاية خليجية، الذي دخل حيز التنفيذ مطلع العام 2012، تمكن حزب الإصلاح لأول مرة منذ عقود من السيطرة قيادة السلطة المحلية في مارب في السادس من ابريل من العام نفسة، بموجب صفقة مغرية مع شركاء المبادرة الخليجية وافق الإصلاح بمنح حزب المؤتمر محافظات ابين وتعز وصعدة، صدر القرار الجمهوري رقم 41 لنفس العام، بتعيين القيادي في التنظيم سلطان بن مبخوت العرادة محافظا لمأرب ، ورغم فشله  خلال الفترة 2012 ــ 2015 ، في تأمين المحافظة من الأعمال التخريبية التي استهدفت أبراج الكهرباء وانابيب النفط الرئيسة والتي كبدت الاقتصاد اليمني خسائر فادحة خلال تلك الفترة ، كان الإصلاح يبرر الفشل بوقوف  نظام صالح بإفشال العرادة ، وبمساندة الحزب تمسك بمنصبة كمحافظ لمارب حتى ما بعد تحرير صنعاء في الـ 21 من سبتمبر 2014 ، تعامل العرادة بمرونة مع الواقع الجديد ، وفي المقابل تعاملت صنعاء مع مارب تعامل خاص يليق بخصوصيتها وتركيبتها القبلية الاصيلة ، وكذلك احتضانها ثاني اكبر القطاعات النفطية في البلاد، وأبدت حرصاً منذ الوهلة الأولى للعدوان على تجنيبها الصراع ، يضاف إلى أن سلطات مارب المحلية خلال الأشهر الأولى للعدوان استمرت في التعامل مع سلطات البنك المركزي في صنعاء .

لكن مع دخول قوات إماراتية وسعودية منتصف العام 2015م إلى مارب، بالتزامن مع استكمال الإصلاح إعادة ترتيب أوضاعه التنظيمية واختياره مارب معقلاً بديلاً لتعز وصنعاء، حول التنظيم العرادة إلى أداة لتوسيع نفوذه وتنفيذ اجندته في المحافظة، فبالتوازي مع قيام الاخوان بالسيطرة على منفذ الوديعة الواقع في نطاق محافظة حضرموت في النصف الثاني من العام نفسه، دفع الإصلاح بالعرادة إلى اقتحام شركة النفط في مارب، ونهب كل إيرادات النفط.

ورغم تحذير البنك المركزي في صنعاء حينها من هذه الخطوة، رد الإصلاح الذي استخدم العرادة كواجهة لتنفيذ اجندته في محافظة مارب، باختطاف مدير فرع البنك في مارب بمعية عدد من موظفيه والزمة بعدم التعامل مع بنك صنعاء، ومع ذلك ظلت إيرادات الغاز تورد الى صنعاء حتى أواخر العام 2015، فاتجه الإخوان عبر العرادة إلى وقف وارادات الغاز من صافر، واشترطوا شراء الغاز نقداً من مارب وتوريد الأموال إلى مارب.

ليتم استغلال إيرادات المحافظة الضخمة لصالح الإصلاح الذي وظف تلك الأموال في تحويل مدينة مارب إلى معقل رئيسي له في شمال البلاد ومنطلق للعمليات العسكرية ضد صنعاء، وزاد ذلك بعد اعتماد السعودية على الجناح العسكري للحزب، بإنشاء عدد كبير من المعسكرات في مارب، ليتمكن الإصلاح من احكام سيطرته على المحافظة بشكل كلي، ليحولها إلى مملكة خاصة به.

 

إقليم سبأ أم دولة الإصلاح غير المعلنة:

خلال فترة فرض سيطرته على المحافظة، اتخذ الإصلاح من مشروع الأقاليم ذريعة لإحكام سيطرته على كافة ثروات مارب النفطية والغازية وايرادات الضرائب والجمارك والرسوم الحكومية، ولكن سلطة الأمر الواقع للإصلاح عبر العرادة، اكدت ان الحزب بنى مملكته الخاصة في مارب خلال سنوات الحرب الماضية، فالتنظيم استغل ثروات مارب للحفاظ على تماسكه من الداخل، فخلال الفترة  2015 ـ 2018، تمكن من السيطرة على معظم المناصب العسكرية واقدم على  توظيف عشرات الآلاف من قواعده ، ضمن ما تسمى بالقوات المشتركة المدعومة من السعودية ، والتي اتضح مؤخراً بموجب اعتراف وزارة دفاع هادي ، ان هناك في اوساطها 110 الف اسم وهمي يتقاضون رواتبهم بصورة مستمرة منذ سنوات ، وبدون العودة إلى هادي او حكومته ، فتولى مهمة تعيين القيادات الأمنية في المحافظة دون الرجوع إلى وزارة الداخلية في حكومة هادي، وتم التعامل مع محافظ مارب التابع للإصلاح ، سلطان العرادة، كرئيس فعلي للشرعية تنظيمياً ،وتم توجيه كافة فروع التنظيم في المحافظات الخارجة عن سيطرة حكومة صنعاء، بالتعامل مع العرادة كرئيس فعلي بحكم ارض الواقع .

منذ وقت مبكر ، حاول حزب الإصلاح نقل العاصمة من صنعاء إلى مدينة مارب، لكن مخاوف الأطراف الأخرى وتحديداً رئيس حكومة هادي السابق أحمد عبيد بن دغر ، من تحكم الاخوان بالعاصمة دفعت هادي إلى اعتماد مدينة عدن كعاصمة مؤقته منتصف العام 2015م ، ومع ذلك اعتمد الاصلاح مدينة مارب عاصمة فعلية له ، وتمكن من افراغ عدن من أي دور كعاصمة مؤقته لحكومة “الشرعية “، ليس ذلك وحسب، بل حاول الإصلاح نقل البنك المركزي من صنعاء إلى مارب ، بعد فشل مشاورات” الكويت 2 “اواخر اغسطس ٢٠١٦م ، وعقب تهديدات امريكية علنية باستخدام التجويع كسلاح ضد الشعب اليمني ، وخلافاً لرغبات الاصلاح ، لذلك اقر هادي نقل وظائف البنك المركزي من صنعاء إلى مدينة عدن اواخر سبتمبر من العام نفسة ، ورداً على تلك الخطوة استقدمت سلطات الاصلاح المسيطرة على ثروات مأرب خبراء انظمة من الهند ، واقدمت على فصل نظام البنك ببنك صنعاء والبنوك الأخرى ، ورفضت التعامل بشكل كلي مع بنك عدن ، ورغم لجوء حكومة هادي للجانب السعودي لإقناع الإصلاح بالتعامل مع البنك في عدن ، اكتفت سلطات مارب بالاعتراف الضمني ببنك عدن ، ولم تتعامل مع بنك عدن حتى اليوم كمصرف مركزي ، ولا تزال تستغل كافة موارد محافظة مأرب النفطية لصالحها بعيداً عن أي رقابة ومحاسبة حكومية .

خلال السنوات الماضية، استغل الإصلاح عائدات منشأة صافر النفطية الوقعة شمال المحافظة التي تنتج يومياً 20 الف برميل يتم تصفية 8000 برميل في مصافي شركة صافر اليمنية، ويتم نقل الكميات الأخرى عبر صهاريج تابعة لقيادات في الحزب الى منطقة غرب عياذ بشبوة ليتم نقلها عبر أنبوب للتصدير من ميناء النشيمة الواقع على السواحل الشرقية لليمن، تلك الإيرادات التي تتجاوز مليار دولار سنوياً، يضاف إلى إيرادات الضرائب والجمارك، مثل دافعاً قويا لتعزيز حضوره العسكري للحزب في المحافظة النفطية.

 

العرادة.. خط الإصلاح الأحمر في مارب:

كما تتعامل أمريكا وبريطانيا وفرنسا، والسعودية والإمارات مع مارب كخط الدفاع الأول عن مصالحها في المحافظات الجنوبين والساحلين الشرقي والغربي، يري الإصلاح بقاء سلطان العرادة في منصبة، كخط دفاع اول عن مصالحة في مارب، ولذلك يبذل الاخوان عبر نائب هادي الجنرال علي محسن الأحمر، وعبر مدير مكتب هادي الاخواني عبدالله العليمي ، جهود كبيرة لحماية منصب العرادة كمحافظ لمحافظة مارب ، وعلى مدى العامين الماضيين ، تعمد الإصلاح عبر جناحه الإعلامي تلميع العرادة وحوله إلى بطل قومي في البلاد ومهاتير اليمن ، لكن تغيير موقف السعودية من الإصلاح واعلانها الحرب على حركة الأخوان المسلمين أواخر العام الماضي ، عرضت منصب العرادة للخطر ، ولذلك حاول الإصلاح أن يبدد تلك المخاطر عبر زيارات قام بها العرادة إلى الرياض خلال الأشهر الماضية ، ووفقا لمعلومات من الطرف الموالي للإمارات في مارب بقيادة بن عزيز وبن معيلي ، كانت هناك عدة مساعي لعزل العرادة من منصب المحافظة ، في ظل توجه دول التحالف لتحجيم دور الإصلاح في مارب وفي المحافظات الجنوبية ، ولكن لأسباب غير معروفة تم إيقاف قرار جمهوري بعزل العرادة وتعيين شخص احر منتمي لحزب المؤتمر الشعبي العام  ومن قبائل عبيدة.

 

النازحون.. درع الاخوان للدفاع عن مارب:

خلال  السنوات الماضية من عمر العدوان والحصار ، استغل أخوان مارب ، أمواج النزوح إلى  من محافظتي البيضاء ونهم والجوف ومحافظات أخرى ، بإحاطة المدينة بعدد من المخيمات ، بهدف إعاقة أي تقدم لقوات الجيش واللجان الشعبية تجاه المدينة ، واستخدام الورقة الانسانية لإثارة الرأي العام الاقليمي والدولي ، بل تعمد انشاء مخيمات بالقرب من الكسارة وفي رغوان وفي مدغل وفي صرواح وفي القرب من الجبهات التي ظلت تحت سيطرة قوات الجيش واللجان الشعبية كهيلان وكوفل و وادي الربيعة والمشجح خلال السنوات الماضية ، ورغم المخاطر انشاء مخيمات عملاقة في الجفينة شمال مارب والسويدا غرب مارب ، وفي الزور بصرواح وفي الهيال بالقرب من سد مارب .

ورغم تواجد قوات المناطق العسكرية الثالثة والسادسة والسابعة تابعة لهادي في مارب، إلا ان التقدم العسكري الأخير لقوات الجيش واللجان الشعبية في محيط المدينة، دفع بالإصلاح والسعودية على تهويل الوضع العسكري والإنساني إعلامياً ، لإيجاد مساندة دولية وضغط خارجي لوقف المواجهات ، وخشية سقوط مصالح الاخوان الضخمة في مارب التي تلتقي مع مصالح واجندات ال سعود ، تم استخدام كل الأوراق العسكرية والدينية والطائفية لحشد كل المتطرفين من مختلف انحاء البلاد، لوقف سقوط المدينة ومع كل ذلك لم يتغير مسار المعركة في محيط المدينة.

 

إنفراد الإصلاح في مارب:

رغم قيام استقدام مختلف المليشيات للقتال في صف قوات هادي والإصلاح في مارب خلال الأسابيع الماضية ، رفض الحزب تعزيزات عسكرية من المليشيات الموالية للإمارات في الساحل الغربي ،ووفقا لمصادر عسكرية في الساحل الغربي فان ” قيادات التحالف وجهت القوات التي يقودها طارق صالح بتعزيز جبهات مارب بعشرة الوية عسكرية ، إلا ان الإصلاح المسيطر على أجزاء من المعركة في مارب وعلى مصادر القرار في وزارة دفاع هادي رفض تلك التعزيزات ” ، وتشير  مصادر محلية في مارب ، أن رفض الإصلاح ومعارضته لتدخل مليشيات موالية للإمارات ، جاء نتيجة حسابات الحزب وتخوفه من التفاف الموالين للإمارات على شبوة التي يعدها الإصلاح منذ اكثر من عام كمعقل بديل لمأرب ، بالإضافة إلى ان تلك التعزيزات سترجح كفة رئيس اركان قوات هادي صغير بن عزيز الموالي لأبوظبي ، وقد تتسبب بسقوط مارب بيد الموالين للإمارات التي تتخذ موقفاً معادياً للإصلاح منذ سنوات .

 

الاتجاه نحو انقرة:

في ظل تصاعد ازمة ثقة دول التحالف مع حزب الاصلاح، يجد الإصلاح نفسة الحلقة الاضعف ، في مسار التحالفات الاقليمية من بين الاطراف الموالية لتحالف العدوان ، فالي جانب علاقته الصراعية على الارض مع الامارات والتيارات الموالية لها ، تغيرت علاقته بالرياض ـ بعدما  اظهرت عداءً علنيا للإخوان العام الماضي ، لذلك يعمل على استغلال معركة مارب لاستدعاء تدخلاُ تركيا في اليمن ، رغم ان انقرة أصبحت شريك أساسي للإصلاح في معركة النفوذ التي يخوضها الحزب في مديريات ريف تعز  والمناطق الواقعة في القرب من مضيق باب المندب ، ومع احتدام المعارك في محيط مارب ، تصاعدت دعوات ناشطيه وبعض القيادات التابعة له بضرورة تدخل انقرة بشكل رسمي ومباشر لاستدعاء تركيا .

(10)

الأقسام: تقارير المراسل