مؤشرات المائة يوم الأولى من حرب غزة.. بقلم: ابراهيم الحاج

مائة يوم كانت كافية للوقوف على تفاصيل ومفاجئات ذات تأثير عميق ليس في مستقبل المنطقة فقط بل مستقبل العالم .
فلسطين المقاومة لم تعد ذلك الضعيف أو قليل الحيلة مع كل هذه التضحية..
لأول مرة بتاريخ إسرائيل تسجل الذاكرة هروب جنود العدو من مغتصبات غزة حيث المشهد الدرامي أكثر تشويقاً…
لأول مرة تقتحم المقاومة خطوط دفاع إسرائيل من الداخل…
وخطوط إسرائيل الحمراء…
ولأول مرة تهرع واشنطن بحاملات طائرات لإغاثة لهفة إسرائيل المجرمة…
لقد سقطت حيطان وجدران الخيال الكاذب..الغارق في الخرافة
خرافات أكبر قوة…وأقوى جيوش المنطقة

لم تكن غزة مصر ٦٧ميلادية ولا مصر ١٩٧٣م لتهرع واشنطن بجسر جوي يحمل سلاح وقذائف عملاقة إسعافاً لتل أبيب وتسكيناً لروع أرانب بيبي!!

لقد أفصحت واشنطن دون ان تنطق بكلمة بكل الحقيقة…
فإسرائيل ليست ذلك البعبع المخيف..
ليست القوة العظمى..
وليست الجيش الذي لايقهر.
انما كانت حاضنة جيش المتبولين
وجيش المنبطحين وأصحاب العاهات النفسية…
مقابل هذا تكشف الأحداث عورة ومهابة في آن…
في العمق العربي
ماكان مفاجئة القرن ، مفاجئتان
الأولى بمملكة آل سعود إذ تحولت أرض الحرمين المقدسة إلى أرض مجون وعهر وفسق على يد شر القوم
بينما ظهرت اليمن الجريح مارد العصر النائم
بقوة ذكرتنا بحكايا حسنين هيكل وبركانٍ ثار ليجرف كل ماهو غثاء…
لقد ظهر اليمن بوجهه الحقيقي
ومكانه الطبيعي …
ليس بلدًا مقهورًا وليس ذليلاً ولا تابعاً ..
هو اليوم يتحول لقصة مدهشة
يعلن نفسه ناصر المظلومين وقاهر المستبدين
لا ينازل أعراب الصحراء وسفهاء النفط فهم أصغر شأناً وأضعف قوةً
وهذه حقيقة طوتها قرون المؤامرات
واليوم هو على أعتاب نصر إلهي
ستدون في كتب التاريخ أنه البلد الوحيد  في العالم الذي واجه عنجهية أمريكا في لحظة ولم يجرؤ أحد على مواجهتها.
اما مثول إسرائيل أمام محكمة العدل فعلامة فارقة في تاريخ هذا النظام الذي كان فوق القانون وفوق كل حساب
هو اليوم وجماعة الضغط التي وإن  مازالت قوية في الولايات المتحدة الأمريكية وفي الغرب يشهدون انتكاسة كبيرة ستقود الى نهاية حتمية…
حقائق وشواهد ومؤشرات بدت كأنها إعصار يطوي صفحات هيمنة صهيونية رأسمالية إمبريالية بهذا التوقيت على عجل
وهذا بحد ذاته نصر عظيم للعالم الحر.

(4)

الأقسام: آراء